02‏/02‏/2009

الاحصاء الاستثنائي

ما يدعو الى الحيرة والتعجب ان يكون الانسان غريبا في وطنه لا بل ان يكون غريبا عنه ايضا , وهو الذي فعل كل شيء يستطيع عمله من اجل تطوره وازدهاره ودافع عنه بكل امكانياته وبشكل دائم . مناسبة هذا الكلام هو تذكري لذلك اليوم الذي اعتبره من اشد الايام سوداوية ليس بالنسبة لي فحسب وانما بالنسبة لشريحة واسعة من ابناء شعبنا الكردي في سوريا علما ان هذا اليوم لا يمكن نسيانه.في هذا اليوم الخامس من تشرين الاول من عام 1962 تفتقت العقلية الشوفينية العنصرية لفئة مجردة من كل الاخلاق والمبادىء الانسانية واصدروا ذلك القرارالقاضي باجراء الاحصاء الاستثنائي وليوم واحد في محافظة الحسكة ونفذوه وبذلك فرضوا واقعا مؤلما جديدا وبجرة قلم اصبح بموجبه اكثر من 120.000 مواطن كردي سوري اجانب في وطنهم . والذين يتجاوزون عددهم الان اكثر من 300.000 شخص الان نتيجة الزيادة الطبيعية واصبحوا هم الان فئتين ان لم نقل اكثر فئة الاجانب وفئة المكتومين , نعم هكذا نفذوا هذا المشروع العنصري بحق الكرد ليس لاي سبب اقترفوه سوى كونهم كردا. ومن تاريخه ورغم كل المحاولات وعلى كل المستويات لا يزال هذا المشروع العنصري ساري المفعول وتزداد ضحاياه يوما بعد يوم . وعملت الحكومات المتاعقبة وبدلا من حلها عملوا على التكريس المتعمد والمقصود لهذا الاجراء العنصري . ان هذا الاجراء العنصري وسريانه كل هذا الزمن من دون حل , يعد خرقا صارخا للائحة حقوق الانسان ولمبادىء الامم المتحدة وكذلك للدستور السوري والقوانين النافذة في البلاد , ولا ينسجم مع التوجهات العالمية الداعية لتعزيز وترسيخ المبادىء الديمقراطية واحترام حقوق الانسان . ويسيء الى الوحدة الوطنية وبخاصة في ظل الظروف التي تمر بها بلادنا والمنطقة في الوقت الراهن .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق