08‏/07‏/2010

ألمانيا: جدل حول دعوة سياسيين لإجراء اختبار ذكاء للمهاجرين الأجانب

08-07-2010

ألمانيا: جدل حول دعوة سياسيين لإجراء اختبار ذكاء للمهاجرين الأجانب



تركيا تحتج بشدة.. وصحف ألمانية تهاجم الدعوة باعتبارها عنصرية

بعد اختبار اللغة الألمانية ، واختبار المعلومات العامة حول تاريخ ألمانيا وجغرافيتها ودستورها، للراغبين في نيل الجنسية الألمانية، طرح بيتر تراب، من الاتحاد الاجتماعي المسيحي، وهو الحزب البافاري الشقيق للحزب الديمقراطي المسيحي، قضية اختبار الذكاء للأجانب عند التعامل معهم على المستوى الوطني.
إذ ذكر تراب لصحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار «علينا أن نضع مواصفات للهجرة تصب فعلا في خدمة الدولة. المعيار يجب أن يكون التدريب المهني الجيد والمؤهلات الاختصاصية والذكاء». وأضاف: «أنا إلى جانب إجراء اختبار ذكاء للمهاجرين، لا يجوز حظر الكلام حول هذا الموضوع».
وأثار مقترح تراب موجة من الانتقاد والامتعاض بين السياسيين من مختلف الأحزاب والمنظمات الألمانية والأجنبية، لكنه وجد في رفيق حزبه النائب ماركوس فيربر سندا في دعوته. والأخير ليس غنيا عن التعريف، مثل تراب النائب عن برلين - شبانداو، لأنه رئيس كتلة حزبه الأوروبية في البرلمان الأوروبي.
كما احتجت الحكومة التركية بشدة، أمس، وفقا لـ«رويترز»، على ما طالب به ساسة في تحالف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي بإجراء اختبارات ذكاء للمهاجرين.
وقال فاروق سيليك، الوزير التركي المختص بشؤون الأتراك في المهجر، أمس، عن هذه المقترحات إنها «عنصرية وغير مسؤولة».
وأضاف سيليك أن على ألمانيا أن تكون ممتنة لإسهام المهاجرين في حدوث المعجزة الاقتصادية وإعادة البناء الذي حققته البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.
غير أن سيليك قال إنه يتفهم أن يسعى البلد الذي يتسم معدل أعمار سكانه بالكبر ويعاني نقصا في القوى العاملة المؤهلة إلى وضع معايير عالية للراغبين في الهجرة إليه، لكن اختبارات الذكاء تتناقض مع الكرامة الإنسانية.
وطالب سيليك أن تجرى اختبارات ذكاء على هؤلاء الذين طالبوا بها.
وفي ألمانيا، كالت الصحف لتراب تهمة «الحط من قدر الأجانب» والتعامل معهم كأناس أقل ذكاء من الألمان، وهي فكرة عنصرية نازية في الأصل، وأنكر تراب طرحه موضوع «اختبار الذكاء». وقال تراب إنه لم يشكك في ذكاء الأجانب، لكنه دعا إلى اعتماد معايير القدرات العملية والمستوى التعليمي في استقدام الأجانب من الخارج وعدم اعتماد العوامل الإنسانية فقط.
وزيرة الدولة ماريا بومر، من الحزب الديمقراطي المسيحي، قالت إن المطالبة باختبار ذكاء للأجانب «لا تنطوي على أي ذكاء». واعتبرت بومر، المسؤولة الحكومية عن شؤون الهجرة والأجانب، وصف المهاجرين كلهم بالغباء هو «تمييز واضح» ضدهم.
البروفسور يوزيف كراوس، رئيس اتحاد المعلمين الألمان، قال بالعكس إن على الألمان التعلم من الأجانب. وكتب كراوس في صحيفة «هاندلزبلات» الإلكترونية أن كندا وأستراليا تجتذب المواهب العلمية من الخارج، لأنهما تتعلمان منهم.
وشارك كرامبا ديابي، رئيس المجلس الاتحادي للأجانب، في الجدل الدائر، حيث قال إنه قبل أن يهاجر من السنغال إلى ألمانيا الشرقية، قبل 25 سنة، لم يكن يعرف غير كلمتين ألمانيتين هما «بي إم دبليو» و«بوندسليغا» (دوري كرة القدم الألماني). وأكد أنه صار يفهم ويتابع مختلف دروس الجامعة بعد دراسة اللغة لمدة 9 أشهر في الجامعة التحضيرية.
يذكر أنه هاجر إلى ألمانيا عام 2009 نحو 606 ألف أجنبي، أي 32 ألفا أكثر من عام 2008، لكن هذه الصورة صارت تختلف الآن من ناحية عدد السكان الألمان. فهذا العام شهد، لأول مرة، ارتفاع عدد المهاجرين من ألمانيا على عدد الوافدين إليها. وبلغ عدد المهاجرين من ألمانيا أكثر من 734 ألف شخص، وهو سبب تحذير دائرة الإحصاء المركزية الألمانية من «تصحر» ألمانيا السكاني خلال العقود المقبلة. وتعاني ألمانيا عدد الأميين الذي يبلغ 4 ملايين، ولم يتغير هذا الرقم منذ 20 سنة.
ماجد الخطيب أنقرة: «الشرق الأوسط»



دراسة: الأتراك أقل اندماجا في ألمانيا رغم التحسن

اندماج الأجانب في ألمانيا يختلف من جالية إلى أخرىكشفت دراسة وضعها المكتب الاتحادي للمهاجرين واللاجئين في ألمانيا بطلب من وزارة الداخلية الاتحادية أن الأتراك من أكثر الجاليات الخمس الكبيرة في ألمانيا التي تبقى، رغم التحسّن الحاصل، أقلّ اندماجا في مجتمعها الجديد.
أظهرت دراسة جديدة أجراها المكتب الاتحادي للمهاجرين واللاجئين في ألمانيا بطلب من وزارة الداخلية الاتحادية حول مدى اندماج ملايين المهاجرين واللاجئين في المجتمع الألماني، أن اندماج الأجانب في المجتمع الألماني يختلف من جالية إلى أخرى لأسباب متعدّدة قومية ودينية وثقافية. كما أظهرت الدراسة أن الأتراك، وعددهم أكثر من 2.5 مليون شخص، لا يزالون متأخرين جدا عن الاندماج في ألمانيا مقارنة بأفراد أربع جاليات كبرى أخرى قادمة من بولندا واليونان وإيطاليا ومن دول يوغوسلافيا السابقة.
رغبة متزايدة في الاندماج
ميزة الأتراك دخولهم سوق العمل الألماني أكثر من غيرهم ولو بأجور أقلّ بسبب تدني مستواياتهم التعليمية
وأجرى المكتب الاتحادي الدراسة استنادا إلى استطلاع أجراه مع 4500 فرد من الجاليات الخمس الكبرى المذكورة أعلاه التي تشكل 57 في المائة من مجموع الأجانب الذين يقيمون في ألمانيا ويعملون فيها. والهدف الأساس منها تقييم مدى رغبة مهاجري هذه الفئات الخمس في الاندماج في المجتمع الألماني. وبالمقارنة مع الدراسة التي أجريت عام 2001 توصل الباحثون إلى تسجيل تطور هام يتمثل في وجود رغبة متزايدة لدى أفراد العينات المستطلعة للبقاء في وطنهم الجديد ألمانيا بصورة دائمة. وقال 40 في المائة من الأتراك والمهاجرين من يوغوسلافيا السابقة أنهم يفكّرون في التقدم بطلب للحصول على الجنسية الألمانية.
فروقات جدّية بين المهاجرين الأتراك وأربع جاليات كبرى
وتُبيّن الدراسة وجود تمايز كبير بين المجموعات الخمس على المستوى التعليمي. فلدى ثلثي البولنديين على سبيل المثال و60 في المائة من اليونانيين المقيمين في ألمانيا شهادات متوسطة أو عليا، فيما تبلغ النسبة بين الإيطاليين والقادمين من يوغوسلافيا السابقة 44 في المائة وبين الأتراك 41 في المائة. ومن ناحية أخرى أظهرت الدراسة أن 15 في المائة من الأتراك على الأقل يعيشون على المساعدات الاجتماعية مقابل 7.6 في المائة من اليونانيين. وثمة فروقات جدّية أيضا فيما يتعلق بإجادة اللغة الألمانية، إذ أن لدى كل خامس مهاجر تركي قصور في التحدث بالألمانية أو أنه غير قادر على التحدث بها على الإطلاق مقابل واحد فقط من كل 17 إيطاليا أو عشرة بولنديين. ولفتت الدراسة أن 50 في المائة من الأتراك لا يبدون اهتماما بالتواصل كثيرا مع المواطنين الألمان على عكس الإيطاليين الأفضل تحدثا بالألمانية من بين المهاجرين.
وكالات

الأتراك الأضعف لغويا والأقوى في سوق العمل
في شباط /فبراير الماضي عقدت الجالية اليونانية ندوة بمناسبة مرو 50 سنة على الهجرة إلى ألمانيا
وواضح أن النساء التركيات الأضعف لغويا حيث صرَّحت كل رابعة منهن بأنها إما لا تعرف الألمانية أو تتحدث بها بصورة سيئة جدا. وتكشَّف أن 7 في المائة على الأقل من التركيات هنا أميات، وما يثير الانتباه أن ثلاثة أرباع الأتراك المستطلعين اعترفوا أيضا بأنهم يتحدثون لغتهم الأم بصورة سيئة. وذكر 58 في المائة من مجمل المهاجرين أنهم لا يتحدثون الانكليزية المطلوبة عمليا في مجالات التخصص العالي.
وردا على سؤال عما إذا كان المرء مستعدا للزواج بألمانية أو ألماني أجاب 80 في المائة من الإيطاليين بـ "نعم"، أما الأتراك فحلّوا في آخر اللائحة مع نسبة 55 في المائة. ويبدو الرفض بين الأهل أعلى، خاصة عندما يتعلق الأمر بزواج تركية من رجل ألماني حيث ذكر 47 في المائة منهم أنهم لا يرضون بذلك.
وفي موضوع الاندماج في سوق العمل أظهر الأتراك، نساء ورجالا، تمايزا ملحوظا عن الفئات الأربع الأخرى، إذ أنهم يكدحون بنسبة أكبر من الآخرين، لكن صافي أجورهم أقل من صافي أجور الباقين بنحو 260 يورو شهريا، ويعود السبب غالبا إلى مستواهم التعليم المتدني. وخلصت الدراسة إلى القول بأن التعليم، ومعرفة اللغات، ودخول سوق العمل تعد من أهم العوامل المساعدة على اندماج الأجانب في ألمانيا والتي يتوجّب العمل كثيرا عليها في المستقبل.
مهاجرون أتراك حصّلوا مراكز متقدمة في ألمانيا
وإذا كانت الجالية التركية تحتل المرتبة الأخيرة على لائحة الجاليات الخمس فلا يعني ذلك أن أفراد هذه الجالية لا يتبوءون مراكز سياسية وفنية وثقافية متقدمة في المجتمع الألماني، إذ يوجد عدد من الشخصيات البارزة من أصول تركية كالنائب الاتحادي تشيم أوزدمير الذي انتخب العام الماضي رئيسا لحزب الخضر الألماني، وأيغول أوتسكان التي عُيّنت أخيرا وزيرة للشؤون الاجتماعية في حكومة سكسونيا السفلى (وهي أول شخص ينتمي إلى عائلة مهاجرة يصل إلى مثل هذا المنصب)، وفاتح أكين أحد أهم المخرجين الألمان حاليا، إضافة إلى كاتبات وكتّاب وممثلات وممثلين في السينما ومقدمي برامج في التلفزيون ورجال أعمال معروفين.
الكاتب: كلاوس دهمان/ اسكندر الديك
مراجعة: طارق أنكاي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق