06‏/12‏/2009

أرقام المقاعد ولعبة الروليت!!

فرياد رواندزي* 06/12/2009 11:31

* لا أريد ان أقارن مجلس النواب بـ(مستشفى الولادة)، لأني عضو في هذا المجلس وفي الجمعية الوطنية السابقة، ولكن في حقيقة الامر يبدو هكذا.

فلا يخرج اي تشريع مهم على الصعيد الوطني من رحم مجلس النواب الا بعملية قيصرية، ورغم تطور العلم والطب لكن المرأة لاتتمنى ان ترى وليدها وهو يخرج الى فضاء الحياة بعملية قيصرية، بل تحب المرأة ان تلد ولادة طبيعية.

* مأزق قانون الانتخابات، يشبه الى حد كبير المخاض الطويل والمؤلم قبل الولادة، فمخاض قانون الانتخابات اخرج الى الوجود وليدا "خديجا" مما حدا بنائب رئيس الجمهورية د.طارق الهاشمي الى استخدام حق النقض ويعيد وليد الخديج الى البيت الزجاجي في صالة العمليات القيصرية في مجلس النواب، لكن الغريب إن عملية التجميل التي اجراها جراحو مجلس النواب على الوليد الخديج لم تغير من الموضوع شيئا.

* الأرقام التي "تتكاون" عليها قوى مجلس النواب العراقي، تشبه ارقام لعبة الروليت، اذ يترقب اللاعب سقوط "كرة" الروليت على الرقم الذي يربح فيه الجولة ليتنفس الصعداء، الا ان الاخرين يتحسرون لان "كرة" الروليت لم تسقط في خانة ارقامهم.

والفائز في لعبة الروليت هو الخاسر بنسبة 20% دائما في حين إن الخاسر هو الخاسر بنسبة 80% والفائز بنسبة 20% حسب قاعدة اللعبة التي هي قاعدة سحرية لايفهمها حتى المحترفون في لعبة الروليت.

* إن الارقام التي تعرضت الى النقض، وليس بعيدا من تعرضها مرة اخرى الى نقض ثان، هي ارقام بنيت على اساس سحري لاتفهمها حتى وزارة التجارة، فنفوس العراق اصبحت قاعدة سحرية مثل قاعدة لعبة الروليت، وولادات وزارة التجارة مشوهة خلقيا، او انها حمول كاذبة، ولا احد يعرف ما هو التعداد الحقيقي لشعب كانت ارضه مهدا لـ(مسلة حمورابي) و(ملحمة كلكامش).

* مأزق الارقام والاعداد، ليس جديدا في العراق، فلا احد يعرف ما هو عدد قتلى الحرب العراقية - الايرانية، ولا احد يعرف ما هو عدد المفقودين في العراق الجديد والقديم، ولا احد يعرف ما هو عدد الفيليين المؤنفلين، اما علي حسن المجيد فقد اعترض على رقم (182) الف مؤنفل كردي وقال انهم لا يتجاوزون (110) الف مؤنفل. وهكذا لا احد يعرف ما هي حصة السليمانية او البصرة او النجف او الموصل من مقاعد مجلس النواب، وحتى وزير التخطيط علي بابان الذي يعد عراب تأجيل إجراء التعداد العام للسكان حيث اعطى مبررات لذلك في إحدى جلسات مجلس الوزراء، يختبئ الآن في ظلال ازمة ارقام قانون الانتخابات وارتكن ساكنا ولايحب ان يقترب من الارقام بعكس ولعه في اللعب بالكلمات.

* العراق 33 مليونا او 32 مليونا او 30 مليونا لكن وكالة المخابرات الامريكية تعتقد إن نفوس العراق لاتتجاوز الـ(27) مليونا، ولكن أين تسجل الولادات؟ سؤال سحري آخر في العراق الجديد! في مستشفى الولادة؟ في وزارة التجارة؟ ام في وزارة التخطيط؟ اجابني احد الاصدقاء مازحا ربما في جيوب تجار البطاقة التموينية.

* إنها لعبة الارقام ومعركة الارقام وهي كذاكرة تلك الأم التي اصيبت بداء النسيان وتذهب الى مستشفى الولادة لتضع وليدا خديجا بعملية قيصرية ليبقى في غرفة العناية المركزة بين الحياة والموت، او ان لاعبي المنافسة على الارقام، كلاعبي لعبة الروليت الذين يتنافسون على رقم واحد وفي نهاية الامر هم خاسرون بنسب 20% او 80%.



*رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" البغدادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق