30‏/07‏/2009

جميل أن "يشار كمال" موجود!

الكاتب: حسن جمال

عند قرائتي لحوارعنعند قراءتي لحوار أجراه جم أرجيش مع الأستاذ يشار كمال و المنشور في صحيفة راديكال، قلت في نفسي " جميل أن يشار كمال موجود!".

سأحاول الوقوف عند بعض النقاط التي طرحها يشار كمال خلال الحوار، و الذي يبدو أنه لفت إنتباه كل من رئيس الجمهورية عبد الله غول و رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.

يقول يشار كمال:

" تأتي القضية الكوردية في مقدمة جميع القضايا في تركيا. القضية الكوردية هي قضية تركيا المعاصرة و هي قضية تركيا الديمقراطية.

لقد دخل الكورد في عدة حروب خلال (1000) سنة. و قاموا بإنتفاضتين في القرن التاسع عشر. أما في العهد الجمهوري فقاموا ب (29) إنتفاضة. هناك أخطاء كبيرة أقترفت. حيث تم إنكار وجود الكورد تماما. و بعد إنتهاء كل حرب أو إنتفاضة، تم النظر إليهم بإحتقار و كعبيد للترك. و كل من لديه الرغبة في معرفة هذه الحقائق ليراجع الصحف الصادرة بعد إنتفاضة آغري.

إن النظر بإحتقار لإنسان أو لشعب، و عدم إعتباره من الإنسانية، يعد أمرا أسوء من القتل بذاته".

يقول يشار كمال:

" لم يفكروا أبدا في أسباب بقاء هولاء الرجال في الجبال على مدى هذه السنين الطويلة. منذ ثمانين عاما و لم تهنأ المنطقة بالإستقرار. قام الكورد بعصيانات رغم معرفتهم بأنهم لن ينتصروا، و رغم التضحيات الجسام التي بذلوها في هذا الطريق.

منذ شبابي و حتى الآن قلت دائما أن العالم حديقة ثقافات تزهو بآلاف الزهور. و عند قطفنا لثقافة واحدة من هذا العالم، يعني زوال لونٍ، رائحةٍ و ثراءٍ من عالمناهذا".

يقول يشار كمال:

"يقاوم الكورد من أجل حقوقهم الثقافية و لغتهم الأم، و الحكومة تقول أنهم يطالبون بالإستقلال. و في حال منحنا إياكم حرية الثقافة و اللغة سوف تطالبون بالإستقلال أيضا. و رحى الحرب القذرة دائرة منذ سنوات" .

يقول يشار كمال: " بني الإنسان متفائل دائما، و حب الحياة داخل الإنسان خالد أبدا. و أنا متأكد من أن الأناس الذين يعيشون فوق أرض هذا الوطن الغني بالثقافات العظيمة، لن يبقوا على حالهم، بل سيجهدون من أجل إخضرار هذه الأرض المعطاءة للثقافات من جديد، للعثور على ديمقراطية حقيقية تساهم و تساند الشعوب المناضلة في سبيل توطيد أواصر الديمقراطية في بلادهم".

يقول يشار كمال:

"بإمكان تركيا ديمقراطية، أن تقدم الدعم الكبير للإتحاد الأوروبي. إن عدم حل القضية الكوردية أضعف من شأن تركيا بين القوى العالمية. و يقف الإتحاد الأوروبي مذهولا و محيرا تجاه تركيا. إن مسؤولي تركيا يهابون الديمقراطية. ففي دولة ديمقراطية لا يمكن تخيّل شخص واحد محروما من حقوقه الإنسانية، فما بالك ب (20) مليون إنسان.".

يقول يشار كمال:

"يعلم الجميع طريق الحل. أو على الأقل المسؤولين المعنين بصنع الحل. لا بد من قبول حقوق الإنسان الذي يعتبر عنصرا حياتيا في عالمنا المعاصر. و يتوجب قبول الديمقراطية العصرية كحقيقة، بجرأة و دون مهابة أو تلكع. على الجميع أن يحصلوا على هويتهم و حقوقهم الثقافية بحرية. و عدم إعتبار ذلك من ضروب اللطف، بل بصفتها تشكل أحد دعائم الثراء الثقافي لهذه البلاد. و بإختصار على تركيا أن تتحول إلى بلد ديمقراطي معاصر".

يقول يشار كمال: "ما أود قوله هو، ما دام جوهر الحل واضحا و نقيا بهذا القدر، لا لزوم لحكماء و وسطاء أو ما شابه. الأمر الوحيد و الضروري هو خلق إرادة سياسية مقتدرة و جريئة، عالمة بأن أي سياسة قائمة على الخوف و الترهيب ستنتج العجز".

يقول يشار كمال:

"نحن نعلم بالقوة التي تصنع الأمل و الإنسان، و سيظهر يوما ما للعيان القوة الكامنة في أمل الإنسان آجلا أم عاجلا، و هذا الأمل الجديد سيفرح الناس".

من الجميل أنك موجود يا أستاذ يشار كمال!

أنت ضمير الإنسانية

كونك تتحدث من أعماق قلبك.


صحيفة مللييت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق