28‏/01‏/2009

الشعب الكردي في سوريا ومخططات النظام

بعد اتفاقية سايكس- بيكو وتشكيل الدولة السورية , اصبح جزء من الشعب الكردي من نصيب الدولة الجديدة , ومن ذلك الوقت ارتبط مصير هذا الجزء من الشعب الكردي بتاريخ سوريا , وكانت العلاقة بين مكونات الدولة السورية تتسم على الدوام بالسلام والوئام , وبخاصة بين الكرد والعرب منهم . وقد ناضل الشعب السوري بكافة طوائفه ضد المؤامرات والدسائس التي تعرضت لها سوريا , وهذا الشيء موثق وبخاصة ابان فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا . فقد ناضل الكرد الى جانب المكونات الاخرى ضد الاحتلال وقد ابلا الكرد بلاءا حسنا وبرز من بينهم شخصيات ارتبط اسماءهم بتاريخ سوريا امثال ابراهيم هنانو ويوسف العظمة وغيرهم . اي ان الكرد لم يعتبروا انفسهم كردا فقط ولكنهم اعتبروا انفسهم سوريون بالمقام الاول . ولكن وبالرغم من ذلك كان نصيبهم الحرمان والاضطهاد على ايدي الانظمة المتوالية على حكم سوريا , وارادو على الدوام محي الخصائص القومية للشعب الكردي وصهره في بوتقة القومية العربية . لذلك ومن اجل وقف هذه المؤامرات والوقوف في وجهها تأسس يوم 14 حزيران عام 1957 حزبنا الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا, وقد أكد الحزب في بيان تأسيسه بان الشعب الكردي في سوريا هو جزء من النسيج الاجتماعي السوري وبين بان الحزب يناضل من اجل تحقيق الحقوق القومية للشعب الكردي المتمثل بالحقوق السياسية والثقافية والاجتماعية ضمن وحدة الاراضي السورية وفي ظل نظام ديمقراطي.وما زال حزبنا يعمل ضمن هذا النهج منذ أكثر من خمسين عاما , ومعه سائر فصائل الحركة الكردية . الا انه وبالرغم من هذه السياسة الموضوعية والمتزنة , مازال النظام البعثي الذي يحكم سوريا بالحديد والنارمنذ عقود مستمر في نهجه الشوفيني برفض الاخر ومايزال مستمر كذلك باصدار القوانين والمراسيم التي تتنافى مع ابسط حقوق الانسان , وكان اخر هذه المراسيم هو المرسوم الجمهوري رقم 49 المتعلق بملكية الاراضي في المناطق الحدودية والذي بين فيه بانه يشمل كل المناطق السورية ولكن في حقيقته وجوهره يستهدف الشعب الكردي كونه يعتبر كافة المناطق الكردية منطقة حدودية . ليضاف بذلك الى مشاريعه الشوفينية السابقة كالاحصاء الاستثنائي لعام 1962 السيء الذكر, والحزام العربي الذي استهدف من وراءه تغيير المعالم الديمغرافية للمناطق الكردية , وتغيير اسماء القرى و المدن الكردية وغيرها الكثير من المشاريع العنصرية . امام الحالة هذه مطلوب من كافة فصائل الحركة الكردية توحيد الطاقات للوقوف بوجه هذه المخططات وترك الخلافات الحزبية جانبا . كذلك مطلوب من القوى الديمقراطية والوطنية ومنظمات المجتمع المدني العمل على وقف هذه المشاريع , كذلك مطلوب من المجتمع الدولي القيام بواجبه بهذا الخصوص و على منظمات حقوق الانسان العالمية العمل على كشف جرائم النظام البعثي الحاكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق